لعون بن عبد الله المسعودي ثلاثمائة وستون صديقا فكان يدور عليهم في السنة ولا بأس أن يدخل الرجل بيت صديقه فيأكل وهو غائب فقد دخل رسول الله دار بريرة Bها فأكل طعامها وهي غائبة وكان الحسن Bه يوما عند بقال فجعل يأخذ من هذه الجونة تينة ومن هذه فستقة فيأكلها فقال له هشام ما بدا لك يا أبا سعيد في الورع فقال له يا لكع اتل علي آية الأكل فتلا ( ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم ) إلى قوله أو صديقكم فقال الصديق من استروحت إليه النفس واطمأن إليه القلب وعلى المضيف الكريم أن لا يتأخر عن أضيافه ولا يمنعه عن ذلك قلة ما في يده بل يحضر إليهم ما وجد فقد جاء عن أنس وغيره من الصحابة Bهم أنهم كانوا يقدمون الكسرة اليابسة وحشف التمر ويقولون ما ندري أيهما أعظم وزرا الذي يحتقر ما قدم إليه أو الذي يحتقر ما عنده أن يقدمه وعن أنس Bه عن النبي من ألقم أخاه لقمة حلوة صرف الله عنه مرارة الموقف .
حكي عن الإمام الشافعي Bه أنه كان نازلا عند الزعفراني ببغداد فكان الزعفراني يكتب في كل يوم رقعة بما يطبخ من الألوان ويدفعها إلى الجارية فأخذهاالشافعي منها يوما وألحق فيها لونا آخر فعرف الزعفراني ذلك فأعتق الجارية سرورا بذلك وكانت سنة السلف Bهم أن يقدموا جملة الألوان دفعة ليأكل كل شخص ما يشتهي ومن السنة أن يشيع المضيف الضيف الى باب الدار وعلى المضيف اذا قدم الطعام الى أضيافه أن لا ينتظر من يحضر من عشيرته فقد قيل ثلاثة تضني سراج لا يضيء ورسول بطيء ومائدة ينتظر لها من يجيء ونزل الإمام الشافعي Bه بالإمام مالك Bه فصب بنفسه الماء على يديه وقال له لا يرعك ما رأيت مني فخذماء الضيف على المضيف فرض