وأما ما جاء في كثرة الأكل .
فقد روي عن حذيفة رضي الله تعالى عنه عن النبي قل طعامه صح بطنه وصفا قلبه ومن كثر طعامه سقم بطنه وقسا قلبه وعنه لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فإن القلب كالزرع إذا كثر عليه الماء مات وقال زين الله رجلا بزينة أفضل من عفاف بطنه وقال عمرو بن عبيد ما رأيت الحسن ضاحكا إلا مرة واحدة قال رجل من جلسائه ما آذاني طعام قط فقال له آخر أنت لو كانت في معدتك الحجارة لطحنتها وقال علي كرم الله وجهه البطنة تذهب الفتنة وقال ابن المقفع كانت ملوك الأعاجم إذا رأت الرجل نهما شرها أخرجوه من طبقة الجد إلى باب الهزل ومن باب التعظيم إلى باب الاحتقار وتقول العرب أقلل طعاما تحمد مناما وكانت العرب تعير بعضها بكثرة الأكل وأنشدوا .
( بأكال كأكل العبد ... ولا بنوام كنوم الفهد ) .
وانشد الأصمعي لرجل من بني فهد .
( إذا لم أزر إلا لاكل أكلة ... فلا رفعت كفي إلي طعامي ) .
( فما أكله إن نلتها بغنيمة ... ولا جوعة ان جعتها بغرام ) .
وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها أرارد رسول الله أن يشتري غلاما فألقى بين يديه تمرا فأكل فأكثر فقال إن كثرة الأكل شؤم وقالوا الوحدة خير من الجليس السوء والجليس السوء خير من الأكيل السوء وشكا أبو العيناء إلى صديق له سوء الحال فقال اشكر فان الله قد رزقك الاسلام والعافية قال أجل ولكن بينهما جوع يقلقل الكبد ودعت أبا الحرث حبيبة له فحادثته ساعة فجاع فطلب الأكل فقالت له أما في وجهي ما يشغلك عن الأكل قال