حشيت زبدا وعسلا أطيب الثمر كأنه مخ الشحم سهل المقشر لين المكسر عذب المطعم بين الطعوم سلس في الحلقوم ثم مد يده وأكل وسمع رجلا يذم الزبد فقال له ما الذي ذممت منه سواد لونه أم بشاعة طعمه أم صعوبة مدخله أم خشونة ملمسه وقيل له ما تقول في الباذنجان فقال اذناب المحاجم وبطون العقارب وبزور الزقوم قيل له أنه يحشى باللحم فيكون طيبا فقال لو حشي بالتقوى والمغفرة ما أفلح وصنع الحجاج وليمة واحتفل فيها ثم قال لزاذان هل عمل كسرى مثلها فاستعفاه فأقسم عليه فقال أولم عبد عند كسرى فأقام على رؤوس الناس ألف وصيفة في يد كل واحد ابريق من ذهب فقال الحجاج أف والله ما تركت فارس لمن بعدها من الملوك شرفا وأهدى رجل إلى آخر فالوذجة زنخة وكتب إليه اني اخترت لعملها السكر السوسي والعسل المارداني والزعفران والأصبهاني فأجابه والله العظيم ما عملت إلا قبل أن توجد أصبهان وقبل أن تفتح السوس وقبل أن يوحي ربك إلى النحل وقيل أن أبا جهم بن عطية كان عينا لأبي مسلم الخولاني على المنصور فأحس المنصور بذلك فطاوله الحديث يوما حتى عطش فاستسقى فدعا له بقدح من سويق اللوز فيه السم فناوله إياه فشرب منه فما بلغ داره حتى مات فقيل في ذلك .
( تجنب سويق اللوز لا تقربنه ... فشرب سويق اللوز أردى أبا جهم ) .
وقال أبو طالب المأموني .
( فما حملت كف أمرىء متطعما ... ألذ وأشهى من أصابع زينب ) .
وأصابع زينب ضرب من الحلوى يعمل ببغداد يشبه أصابع النساء المنقوشة ودخل السائب على علي رضي الله تعالى عنه في يوم شات فناوله قدحا فيه عسل وسمن ولبن فأباه فقال أما انك لو شربته لم تزل دفئا شبعان سائر يومك وعن نافع بن أبي نعيم قال كان أبو طالب يعطي علينا قدحا من اللبن يصبه على اللات فكان علي يشرب اللبن ويبول على اللات