( ولما رأى المجد استعيرت ثيابه ... تردى رداء سابغ الذيل واتزر ) .
( غلام حباه الله بالحسن يافعا ... له سيمياء لا تشق على البصر ) .
( كأن الثريا علقت في جبينه ... وفي أنفه الشعري وفي جيده القمر ) .
وكان عمر بن عبيد الله بن معمر التميمى من الأجواد قيل إنه كان لرجل جارية يهواها فاحتاج إلي بيعها فابتاعها منه ابن معمر بمال جزيل فلما قبض ثمنها أنشأت تقول .
( هنيئا لك المال قد قبضته ولم يبق في كفي غير التحسر ) .
( أبوء بحزن من فراقك موجع ... أناجي به صدرا طويل الفكر ) .
فأجابها بقوله .
( ولولا قعود الدهر بي عنك لم يكن ... يفرقنا شيء سوى الموت فاعذري ) .
( عليك سلام لا زيارة بيننا ... ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر ) .
فقال ابن معمر قد شئت وقد وهبتك الجارية وثمنها فخذها وانصرف ووفد أبو الشمقمق إلى مدينة سابور يريد محمد بن عبد السلام فلما دخلها توجه إلى منزله فوجده في دار الخراج يطالب فدخل عليه يتوجع له فلما رآه محمد قال .
( ولقد قدمت على رجال طالما ... قدم الرجال عليهم فتمولوا ) .
( أخنى الزمان عليهم فكأنما ... كانوا بأرض أقفرت فتحولوا ) .
فقال أبو الشمقمق .
( الجود أفلسهم وأذهب مالهم ... فاليوم إن راموا السماحة يبخلوا )