بعث بها أمير المؤمنين إليك فدعا بفرو خلق لامرأته فجعل يصر منها الخمسة دنانير والستة والسبعة ويبعث بها إلى إخوانه من الفقراء إلى أن أنفدها فقدم حبيب على عمر وقال جئتك يا أمير المؤمنين من عند أزهد الناس وما عنده من الدنيا قليل ولا كثير فأمر له عمر بوسقين من طعام وثوبين فقال يا أمير المؤمنين أما الثوبان فأقبلهما وأما الوسقان فلا حاجة لي بهما عند أهلي صاع من بر هو كافيهم حتى أرجع إليهم .
وروى أن عمر Bه صر أربعمائة دينار وقال للغلام إذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تربص عنده في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع بها فذهب بها الغلام إليه وقال له يقول لك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب اجعل هذه في بعض حوائجك قال وصله الله ورحمه ثم دعا بجاريته وقال لها اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفدها فرجع الغلام إلى عمر وأخبره فوجده قد عد مثلها لمعاذ بن جبل فقال له انطلق بها الى معاذ بن جبل وانظر ما يكون من أمره فمضي إليه وقال له كما قال لأبي عبيدة بن الجراح ففعل معاذ كما فعل أبو عبيدة فرجع الغلام فأخبره عمر فقال أنهم إخوة بعضهم من بعض رضي الله تعالى عنهم أجمعين .
الفصل الثاني .
في أحكام أهل الذمة .
روى عن عبد الرحمن بن غنم قال كتبنا لعمر بن الخطاب Bه حين صالح نصارى أهل الشام بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من نصاري مدينة كذا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدائننا ولا فيما حواليها كنيسة ولا ديرا ولا