على ما سبق منك إليه فقالت أنا أعلم بحلمه وكرمه فجلست له على رابية في طريقه يوم خروجه وكان يركب في زهاء مائة ألف من عظماء قومه وأهل مملكته فلما أحست به قامت ونادت سبحان من جعل الملوك عبيدا بمعصيتهم والعبيد ملوكا بطاعتهم فقال يوسف عليه السلام من أنت فقالت أنا التى كنت أخدمك بنفسي وأرجل شعرك بيدي وأكرم مثواك بجهدي وكان مني ما كان وقد ذقت وبال أمري وذهبت قوتي وتلف مالي وعمي بصري وصرت أسأل الناس فمنهم من يرحمني ومنهم من لا يرحمني وبعدما كنت مغبوطة أهل مصر كلها صرت مرحومتهم بل محرومتهم وهذا جزاء المفسدين فبكي يوسف عليه السلام بكاء شديدا وقال لها هل في قلبك من حبك إياي شيء قالت نعم والذي اتخذ إبراهيم خليلا لنظرة إليك أحب إلي من ملء الأرض ذهبا وفضة فمضي يوسف وأرسل إليها يقول إن كنت إيما تزوجناك وإن كنت ذات بعل أغنيناك فقالت لرسول الملك أنا أعرف أنه يستهزىء بي هو لم يردني في أيام شبابي وجمالى فكيف يقبلني وأنا عجوز عمياء فقيرة فأمر بها يوسف عليه السلام فجهزت وتزوج بها وأدخلت عليه فصف يوسف عليه السلام قدميه وقام يصلي ودعا الله تعالى باسمه العظيم الأعظم فرد الله عليها حسنها وجمالها وشبابها وبصرها كهيئتها يوم راودته فواقعها فإذا هي بكر فولدت له إفراثيم بن يوسف ومنشا بن يوسف وطاب في الإسلام عيشهما حتى فرق الموت بينهما فينبغي للقوي أن لا ينسي الضعيف وللغني أن لا ينسي الفقير فرب مطلوب يصير طالبا ومرغوب فيه يصير راغبا ومسؤول يصير سائلا وراحم يصير مرحوما فنسأل الله تعالى أن يرحمنا برحمته ويغنينا بفضله .
ولما ملك يوسف عليه السلام خزائن الأرض كان يجوع ويأكل من