الباب الحادي والعشرون في بيان الشروط التى تؤخذ على العمال وسيرة السلطان في استجباء الخراج وأحكام أهل الذمة وفيه فصلان .
الفصل الأول .
في سيرة السلطان في استجباء الخراج والأنفاق من بيت المال وسيرة العمال .
قال جعفر بن يحيى الخراج عماد الملوك وما استعزوا بمثل العدل وما استنذروا بمثل الظلم واسرع الأمور في خراب البلاد تعطيل الأرضيين وهلاك الرعية وانكسار الخراج من الجور ومثل السلطان إذا أجحف بأهل الخراج حتى يضعفوا عن عمارة الأرضين مثل من يقطع لحمه ويأكله من الجوع فهو إن شبع من ناحية فقد ضعف من ناحية أخرى وما أدخل على نفسه من الضعف والوجع أعظم مما دفع عن نفسه من ألم الجوع ومثل من كلف الرعية فوق طاقتهم كالذي يطين سطحه بتراب أساس بيته وإذا ضعف المزارعون عجزوا عن عمارة الأرضين فيتركونها فتخرب الأرض ويهرب المزارعون فتضعف العمارة ويضعف الخراج وينتج من ذلك ضعف الاجناد وإذا ضعف الجند طمح الأعداء في السلطان .
وروى أن المأمون أرق ذات ليلة فاستدعى سميرا يحدثه فقال يا أمير المؤمنين كان بالموصل بومة وبالبصرة بومة فخطبت بومة الموصل بنت بومة البصرة لابنها فقالت بومة البصرة لا أجيب خطبة ابنك حتى تجعلى في صداق ابنتي مائة ضيعة خربة فقالت بومة الموصل لا أقدر