الرجل أصبعه في عينيه فيقلعهما ويرمي بهما خير له من أن يكون قاضيا وقيل أول من أظهر الجور من القضاة بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعرى كان أمير البصرة وقاضيا فيها وكان يقول إن الرجلين يتقدمان إلي فأجد أحدهما اخف على قلبي من الآخر فاقضي له وتقدم المأمون بين يدي القاضي يحيى بن أكثم مع رجل ادعى عليه بثلاثين ألف دينار فطرح للمأمون مصلى يجلس عليه فقال له يحيى لا تأخذ على خصمك شرف المجلس ولم يكن للرجل بينه فأرأد أن يحلف المأمون فدفع إليه المأمون ثلاثين ألف دينار وقال والله ما دفعت لك هذا المال إلا خشية أن تقول العامة إني تناولتك من جهة القدرة ثم أمر ليحي بمال وأجزل عطاءه وقدم خادم من وجوه خدم المعتضد بالله إلى أبي يوسف بن يعقوب في حكم فارتفع الخادم على خصمه في المجلس فزجره الحاجب عن ذلك فلم يقبل فقال أبو يوسف قم أتؤمر أن تقف بمساواة خصمك في المجلس فتمتنع يا غلام ائتني بعمرو بن أبي عمرو النحاس فإنه إن قدم على الساعة أمرته ببيع هذا العبد وحمل ثمنه إلى أمير المؤمنين ثم إن الحاجب اخذ بيده حتى أوقفه بمساواة خصمة فلما انقضي الحكم رجع الخادم الى المعتضد وبكى بين يديه وأخبره بالقصة فقال له لو باعك لأجزت بيعه ولم أردك إلى ملكي فليست منزلتك عندي تزن رتبة المساواة بين الخصمين في الحكم فإن ذلك عمود السلطان وقوام الأديان و اللله تعالى أعلم وقال العكلي يمدح بعض القضاة .
( رفضت وعطلت الحكومة قبله ... في آخرين وملها رواضها ) .
( حتى إذا ما قام ألف بينها ... بالحق حتى جمعت أوفاضها ) .
وفي ضد ذلك قول بعضهم .
( أبكي وأندب ملة الإسلام ... إذ صرت تقعد مقعد الحكام ) .
( إن الحوادث ما علمت كبيرة ... وأراك بعض حوادث الأيام ) .
وتقدمت امرأة الى قاض فقال لها جامعك شهودك فسكتت فقال