أسواقهم لاغية ومجالسهم لاهية فوجدت الاعتزال فيما هنالك عافية وقيل لعروة أخي مرداس لا تحدثنا ببعض ما عندك من العلم فقال أكره أن يميل قلبي باجتماعكم إلى حب الرياسة فأخسر الدارين وقال سفيان بن عيينة دخلنا على الفضل في مرضه نعوده فقال ما جاء بكم والله لو لم تجيئوا لكان أحب إلي ثم قال نعم الشيء المرض لولا العبادة وقيل للفضل إن ابنك يقول وددت لو أني بالمكان الذي أرى الناس فيه ولا يروني فقال ويح ابني لم لا أتمها فقال لا أراهم ولا يروني وقال علي رضي الله تعالى عنه طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وطوبى لمن لزم بيته وأكل قوته واشتغل بطاعته وبكي على خطيئته فكان من نفسه في شغل والناس منه في راحة وقال سفيان الزهد في الدنيا هو الزهد في الناس وقيل لراهب في صومعته ألا تنزل فقال من مشي على وجه الأرض عثر والكلام في مثل هذا كثير وقد اكتفينا بهذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم