مزح استخف به ومن أكثر من شيء عرف به ومن كثر كلامه كثر خطؤه وقل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار يا بني الأدب ميزان الرجل وحسن الخلق خير قرين يا بني العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت الا عن ذكر الله تعالى وواحدة في ترك مجالسة السفهاء يا بني زينة الفقر الصبر وزينة الغنى الشكر يابني لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعز من التقوى ولا شفيع أنجح من التوبة ولا لباس أجمل من العافية يا بني الحرص مفتاح التعب ومطية النصب .
ولما حضرت هشام بن عبد الملك الوفاة نظر إلى أهله يبكون حوله فقال جاد لكم هشام بالدنيا وجدتم له بالبكاء وترك لكم جميع ما جمع وتركتم عليه ما حمل ما أعظم منقلب هشام إن لم يغفر الله له .
وقال الأوزاعي للمنصور في بعض كلامه يا أمير المؤمنين أما علمت أنه كان بيد رسول الله جريدة يابسة يستاك بها ويردع بها المنافقين فأتاه جبريل عليه السلام فقال يا محمد ما هذه الجريدة التى بيدك اقذفها لا تمتلأ قلوبهم رعبا فكيف بمن سفك دماء المسلمين وانتهب أموالهم يا أمير المؤمنين إن المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر دعا إلى القصاص من نفسه بخدشة خدشها أعرابيا من غير تعمد يا أمير المؤمنين لو أن ذنوبا من النار صب ووضع على الأرض لأحرقها فكيف بمن يتجرعه ولو أن ثوبا من النار وضع على الأرض لأحرقها فكيف بمن يتقمصه ولو أن حلقه من سلاسل جهنم وضعت على جبل لذاب فكيف بمن يتسلسل بها ويرد فضلها على عاتقه .
وروى زيد بن أسلم عن أبيه قال قلت لجعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وكان والي المدينة احذر أن يأتي رجل غدا ليس له في الاسلام نسب ولا أب ولا جد فيكون أولى برسول الله منك