ومن أنت لله أبوك قال أنا الليث الضمضام والهزبر الهشام أنا الحجاج بن يوسف قال ومن أين قال من ثقيف كهوف الضيوف ومستعمل السيوف قال أجلس لا أم لك فلست هناك ثم قال مالي أرى الرؤوس مطرقة والألسن معتقلة فلم يجبه أحد فقام إليه الحجاج وقال أنا مجندل الفساق ومطفىء نار النفاق قال ومن انت قال أنا قاصم الظلمة ومعدن الحكمة الحجاج بن يوسف معدن العفو والعقوبة آفة الكفر والريبة قال إليك عني وذاك فلست هناك ثم قال من للعراق فسكت القوم وقام الحجاج وقال انا للعراق فقال إذن أظنك صاحبها والظافر بغنائمها وإن لكل شيء يا ابن يوسف آية وعلامة فما آيتك وما علامتك قال العقوبة والعفو والاقتدار والبسط والازورار والادناء والابعاد والجفاء والبر والتأهب والحزم وخوض غمرات الحروب بجنان غير هيوب فمن جادلني قطعته ومن نازعني قصمته ومن خالفني نزعته ومن دنا مني أكرمته ومن طلب الأمان أعطيته ومن سارع إلى الطاعة بجلته فهذه آيتي وعلامتي وما عليك يا أمير المؤمنين أن تبلوني فان كنت للاعناق قطاعا وللأموال جماعا وللأرواح نزاعا ولك في الأشياء نفاعا وإلا فليستبدل بي أمير المؤمنين فان الناس كثير ولكن من يقوم بهذا الأمر قليل فقال عبد الملك أنت لها فما الذي تحتاج إليه قال قليل من الجند والمال فدعا عبد الملك صاحب جنده فقال هيىء له من الجند شهوته وألزمهم طاعته وحذرهم مخالفته ثم دعا الخازن فأمره بمثل ذلك فخرج الحجاج قاصدا نحو العراق قال عبد الملك بن عمير فبينما نحن في المسجد الجامع بالكوفة إذا أتانا آت فقال هذا الحجاج قدم أميرا على العراق فتطاولت الأعناق نحوه وأفرجوا له عن صحن المسجد فإذا نحن به يمشي وعليه عمامة حمراء متلثما بها ثم صعد المنبر فلم يتكلم كلمة واحدة ولا نطق بحرف حتى غص المسجد بأهله وأهل الكوفة يومئذ ذوو حالة حسنة وهيئة جميلة فكان الواحد منهم يدخل المسجد ومعه العشرون والثلاثون من أهل بيته ومواليه وأتباعه عليهم الخز والديباج قال وكان في المسجد يومئذ