كفرا ونفاقا ) فقال لقد هجانا ثم بعد ذلك يقرأ ( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ) فقال لا بأس هجا ومدح هذا كما قال شاعرنا .
( هجوت زهيرا ثم إني مدحته ... وما زالت الأشراف تهجى وتمدح ) وحضر أعرابي على مائدة يزيد بن مزيد فقال لأصحابه افرجوا لأخيكم فقال الأعرابي لا حاجة لي بأفراجكم إن أطنابي طوال يعني سواعده فلما مد يده ضرط فضحك يزيد فقال يا أخا العرب أظن أن طنبا من أطنابك قد انقطع ورؤي اعرابي يغطس في البحر ومعه خيط وكلما غطس غطسة عقد عقدة فقيل له ما هذا قال جنابات الشتاء أقضيها في الصيف وسرق أعرابي غاشية من على سرج ثم دخل المسجد يصلي فقرأ الإمام ( هل أتاك حديث الغاشية ) فقال يا فقيه لا تدخل في الفضول فلما قرأ ( وجوه يومئذ خاشعة ) قال خذوا غاشيتكم ولا يخشع وجهي لا بارك الله لكم فيها ثم رماها من يده وخرج وحضر أعرابي مجلس قوم فتذاكروا قيام الليل فقيل له باأمامة أتقوم الليل فقال نعم قالوا ما تصنع قال أبول وأرجع أنام وسرق أعرابي صرة فيها دراهم ثم دخل المسجد يصلي وكان اسمه موسى فقرأ الإمام ( وما تلك بيمينك يا موسى ) فقال الأعرابي والله إنك لساحر ثم رمى الصرة وخرج .
وحكى الأصمعي قال ضلت لي إبل فخرجت في طلبها وكان البرد شديدا فالتجأت إلى حي من أحياء العرب وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء وهو يرتعد من البرد وينشد .
( أيا رب إن البرد أصبح كالحا ... وأنت بحالي يا إلهي أعلم ) .
( فإن كنت يوما في جهنم مدخلي ... ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم )