في يده فضربه به فقال أعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله فأنزل الله تعالى ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) فقال عمر رضي الله تعالى عنه انتهينا انتهينا .
ومن الأخبار المتفق عليها في تحريمها قول سيدنا رسول الله " لا يدخل الجنة مدمن خمر " وقوله " أول ما نهاني ربي بعد عبادة الأوثان عن شرب الخمر وملاحات الرجال " وممن تركها في الجاهلية عبد الله بن جدعان وكان جوادا من سادات قريش وذلك أنه شرب مع أمية بن أبي الصلت الثقفي فضربه على عينه فأصبحت عين أمية مخضرة يخاف عليها الذهاب فقال له عبد الله ما بال عينك فسكت فألح عليه فقال ألست ضاربها بالأمس فقال أو بلغ مني الشراب ما أبلغ معه إلى هذا لا أشربها بعد اليوم ثم دفع له عشرة آلاف درهم وقال الخمر علي حرام لا أذوقها بعد اليوم أبدا وممن حرمها في الجاهلية أيضا قيس بن عاصم وذلك أنه سكر ذات ليلة فقال لابنته أو لأخته فهربت منه فلما أصبح سأل عنها فقيل له أو ما علمت ما صنعت البارحة فأخبر بالقصة فحرم الخمر على نفسه وممن حرمها في الجاهلية أيضا العباس بن مرداس وقيس بن عاصم وذلك أن قيسا شرب ذات ليلة فجعل يتناول القمر ويقول والله لا أبرح حتى أنزله ثم يثب الوثبة بعد الوثبة ويقع على وجهه فلما أصبح وأفاق قال مالي هكذا فأخبروه بالقصة فقال والله لا أشربها أبدا وقيل للعباس بن مرداس لم تركت الشراب وهو يزيد في سماحتك فقال أكره أن أصبح سيد قومي وأمسي سفيههم ودخل نصيب على عبد الملك بن مروان فأنشده فأعجبه انشاده وشعره ووصله ثم دعا بالطعام فطعم منه فقال له عبد الملك يا نصيب هل لك فيما ينادم عليه قال يا أمير المؤمنين جلدي أسود وخلقي مشوه ووجهي قبيح وتكفيني مجالستك ومؤاكلتك ولم يوصلني إلى ذلك