قال : ما تقول يا ربيعة قال : بئس المرأة ذَكَرَ ! وغيرُها أبغضُ إليّ منها .
قال : وأيتهنَّ [ التي هي أبغض إليك من هذه ] قال : السّليطة اللسان والمؤذية الجيران الناطقة بالبُهتان التي وجهُها عابس وزوجُها من خيرها آيس التي إن عاتبها زَوْجُها وَتَرَتْه وإن ناطقها انتَهَرَتْه .
قال ربيعة : وغيرها أبغضُ إليّ منها قال : ومن هي قال : التي شقي صاحبُها وخَزيَ خاطبُها وافتضَح أقاربُها .
قال : ومن صاحبُها قال : صاحبها مثْلُها في خصالها كلها لا تصلحُ إلاّ لهُ ولا يصلح إلاّ لها .
قال : فَصفْه لي .
قال : الكَفُور غير الشكور واللئيم الفَخُور العَبُوس الكالح الحَرون الجامح الراضي بالهوان المُخْتال المنان الجَنَان الجَعْد البنان القَؤُول غير الفَعول الملولُ غيرُ الوَصُول الذي لا يَرع عن المحارم ولا يرتدع عن المظالم .
قال : فأخبرني يا عمرو أيُّ الخيل أحبُّ إليك عند الشدائد إذا التقى الأقران للتجالد قال : الجَوَاد الأنيق الحصَان العَتيق .
الكَفيت العريق الشديد الوثيق الذي يفوت إذا هرب ويَلْحَقُ إذا طلب .
قال : نعْمَ الفرس والله نَعتَّ ! فما تقول يا ربيعة قال : غيرُه أحبُّ إليّ منه .
قال : وما هو قال : الحصَان الجواد السَّلسُ القياد الشهْم الفؤاد الصبور إذا سرَى السابق إذا جرى .
قال فأيُّ الخيل أبغضُ إليك يا عمرو قال الجَمُوح الطَّمُوح النَّكُول الأنوح الصّؤُول الضعيف الملول العنيف الذي إن جاريتَه سَبقْته وإن طلبته أدركْتَه .
قال : ما تقول يا ربيعة قال : غيره أبغض إليّ منه .
قال : وما هو قال : البطيء الثقيل الحَرون الكليل الذي إن ضربتَه قَمص وإن دنوت منه شمس يدركه الطالب ويفوته الهارب ويقطع بالصاحب .
ثم قال ربيعة : وغيره أبغضُ إليَّ منه .
قال : وما هو قا ل : الجموح الخَبُوط الركوض الخَروط الشَّمُوس الضَّروط القَطُوف في الصعود والهبوط الذي لا يسلّم الصاحب ولا ينجُو من الطالب .
قال : فأخبرني يا عمرو أيُّ العيش ألذ قال : عيش في كرامة ونعيم وسلامة واغتباق مُدَامة .
قال : ما تقول يا ربيعة قال : نعْمَ العيش والله ما وصف ! وغيره أحبُّ إليَّ منه .
قال : وما هو قال : عيش في أمن ونعيم وعزٍّ وغنًى عميم في ظل نجاح وسلامة مساء وصباح .
وغيره أحبُّ إليّ منه قال : وما هو قال : غناء قائم وعيش سالم وظل ناعم