وإنما يقال : هي أَدْماء والرجل آدم ولا يقال : أدمانة كما لا يقال حمْرانة وصفْرَانة وقال : .
( حتى إذا دَوَّمَتْ في الأرض راجَعها ... كبْرٌ ولو شاء نَجَّى نَفْسَهُ الهَرَبُ ) - البسيط - وإنما يقال : دوّى في الأرض ودوَّم في السماء ولذلك عير بعضهم على بعض في معانيهم كقول بعضهم لكثير في قوله .
( فيا روضة بالحَزْن ظاهرةُ الثرى ... يَمُج الندى جَثْجَانُهَا وَعَرَارُها ) .
( بأطيبَ من أردان عَزَّةَ مَوْهناً ... وقد أُوقدَتْ بالْعَنْبَر اللَّدن نارُها ) - الطويل - والله لو فعل هذا بأمَةٍ زَنْجيّة لطاب ريحها ! ألا قلت كما قال سيّدك : .
( ألم تر أني كلمَّا جئت طارقاً ... وجدتُ بها طيباً وإن لم تَطَيَّب ) - الطويل - وكان الأصمعي يَعيب الحطيئة فقال : وجدت شعره كله جيداً فدل على أنه كان يصنعه وليس هكذا الشاعر المطبوع إنما الشاعر المطبوع الذي يرمي الكلام على عواهنه جيده على رديئه .
هذا ما أورده ابن جني في هذا الباب .
وقال ابن فارس في فقه اللغة : ما جعل الله الشعراء معصومين يُوَقّوْن الغلط والخطأ فما صح من شعرهم فمقبول وما أبَتْهُ العربيةُ وأصولُها فمردود كقوله : .
( ألم يَأْتيك والأَنباءُ تنمي ... ) - الوافر