وكان من جملة أصحاب الحديث فروى يوماً حديث أن عرْفجة قطع أنفُه يوم الكلاب فقال له مستمليه : أيهما القاضي إنما هو يوم الكُلاب فأمر بحبسه فدخل إليه الناس فقالوا : ما دَهَاك قال قُطعَ أنف عرْفَجة في الجاهلية وابتليت به أنا في الإسلام ! .
وقال عبد الله بن بكر السهمي : دخل أبي علي عيسى بن جعفر وهو أمير بالبصرة فعزّاه عن طفل مات له ودخل بعده شبيب بن شبَّة فقال : أَبْشر أيها الأَمير " فإن الطفل لا يزال محبنظياً على باب الجنَّة " يقول : لا أدخل حتى يدخلَ والداي فقال له أبي : يا أبا معمر دع الظاء والزم الطاء .
فقال له شبيب : أتقول هذا وما بين لابتيها أفصح مني ! فقال له أبي : هذا خطأ ثَان من أين للبصرة لابَة واللاَّبة : الحجارة السود والبَصرة : الحجارة البيض .
أورد هذه الحكاية ياقوت الحموي في معجم الأدباء وابنُ الجوزي في كتاب الحمْقى والمغفلين .
وقال أبو القاسم الزجاجي في أماليه : أخبرنا أبو بكر بن شقير قال أخبرني محمد بن القاسم بن خلاد عن عبد الله ابن بكر بن حبيب السهمي عن أبيه قال : دخلت على عيسى فذكرها .
وفي الصّحاح : قال الأصمعي : كنت في مجلس شُعبة فروى الحديث فقال : " تسمعون جَرْش طير الجنة " ( بالشين ) .
فقلت : جَرْس فنظر إليَّ وقال : خذوها منه فإنه أعلم بهذا منا .
قال الجوهري :