عن بعض الأعراب أنه قيل له : أتهمز إسرائيل فقال : إني إذن لَرَجلُ سواء ! قالوا : وإنما قال ذلك لأنّه لم يعرف من الهمز إلاّ الضغط والعصر .
وقيل لآخر : أتجرُّ فلسطين فقال : إني إذن لقوي ! قالوا : .
وسمع بعض فصحاء العرب ينشده : [ - من الرجز - ] .
( نحن بني عَلْقَمَة الأخيارا ... ) .
فقيل له : لم نصبت بَني فقال : ما نصبته وذلك أنه لم يعرف من النصب إلاّ إسناد الشيء .
قالوا : .
وحكى الأخفش عن أعرابي فصيح أنه سُئل أن ينشد قصيدة على الدال فقال : وما الدال وحكي أن أبا حية النميري سئل أن ينشد قصيدة على الكاف فقال : [ - من الوافر - ] .
( كفى بالنأي من أسماء كاف ... وليس لحبها إذ طال شاف ) .
قال ابن فارس : والأمر في هذا بخلاف ما ذهب إليه هؤلاء ومذهبنا فيه التوفيق فنقول : إن أسماء هذه الحروف داخلةٌ في الأسماء التي أعلم الله تعالى أنه علمها آدم ( عليه السلام ) وقد قال تعالى ( عَلَّمَهُ الْبَيَان ) فهل يكون أولُ البيان إلاّ علم الحروف التي يقع بها البيان ولم لا يكون الذي علم آدم الأسماء كلَّها هو الذي علمه الألف والباء والجيم والدال فأما من حكى عنه الأعراب الذين لم يعرفوا الهمز والجر