وفي الجمهرة قالوا : أذّ يؤُذّ مثل هَذّ يهذّ سواء قلبُوا الهاء همزة وشفرة هَذُوذ وَأذُوذ : قَاطعة والأرضُّ : الكَسْر مثل الهَضّ ويقال : جاء علي إفّان ذاك وهفان ذاك أي على أثره قالوا : باتُوا على ماءٍ لنا وعلى ماهٍ لنا والتمطّي أصله التمطّط فأبدلوه كما قالوا : تَقَضى البازي وما أشبهه .
قال أبو محمد البطليوسي في كتاب الفرق بين الأحرف الخمسة : منْ هذا الباب ما يَنْقاس ومنه ما هو موقوفٌ على السَّماع : كلُّ سينٍ وقعت بعدها عينٌ أو غينٌ أو خاءٌ : أو قافٌ أو طاءٌجاز قلبُها صاداًمثل : يُساقون ويصاقون وصَقْر وسَقْر وصَخْر وسَخْر مصدر سخرت منه إذا هَزَأتفأما الحجارة فبالصَّاد لا غير .
قال : وشرطُ هذا الباب أن تكون السينُ متقدّمةً على هذه الحروف لا متأخرةً بعدها وأن تكونَ هذه الحروفُ مُقاربةً لها لا متباعدة عنها وأن تكون السين هي الأصل فإن كانت الصاد هي الأصل لم يَجُزْ قلبُها سيناًلأن الأضْعفَ يُقْلَب إلى الأقوى ولا يُقْلَب الأقوى إلى الأضْعَف وإنما قلبوها صاداً مع هذه الحروفلأنها حروفٌ مُسْتَعلية والسينُ حرف مُتَسَفّلفثقُل عليهم الاستعلاء بعد التَّسفللما فيه من الكُلْفةفإذا تقدّم حرفُ الاستعلاء لم يُكْرَه وقوعُ السين بعدَه لأنه كالانْحٍدار من العلوّ وذلك خفيفٌ لا كُلْفةَ فيه .
قال : فهذا هو الذي يجوز القياسُ عليه وما عداه موقوفٌ على السّماع ثم سَرَد أمثلةً كثيرة منها : القُعاص والقُعاس : داء يأخذُ في الصّدر والصُّقع والسُّقع : النَّاحية من الأرض وهما أيضاً ما تحت الرّكيّة من نواحيها والأصْقَع والأسْقع : طائر كالعصفور وفي ريشه خضرة ورأسه أبيض والصَّوْقعة والسَّوْقعة : وَقْبَةُ الثَّريد وخطيب مصْقَع ومسْقَع : بليغ وصَقَع الدّيك وسَقَع : صاح والعَصْد والعَسْد والعَزْد : النكاح ودليلٌ مصْدَع ومسْدَع : حاذق وتَصَيَّع الماء على وَجْه الأرض وتَسَيَّع : إذا اضْطرب ورجل عَكص وعَكس : سيئ الخلق ورَصعَت عينُ الرجل ورَسعت إذا فَسدت والرُّصْغ والرُّسْغ : مُنْتَهى الكفّ عند المفصل ومنتهى القدم حين يتَّصل بالساق وصماخ وسماخ : ثقْب الأذُن والخرصَة والخرسَة : ما تُطْعمَه النُّفساءوالصَّخْبَر والسَّخْبر : ضَربٌ من الشجر وبَخَصْت عينه وبَخَسْتها : فقأتَها بإصبعك فأما بَخسته حقّه فبالسين لا غير والصَّلْهب والسلهب : الطويل والصندوق