وممن ألَّفَ في هذا النوع ابن السكّيت وأبو الطيب اللغوي .
قال أبو الطيب في كتابه : ليس المراد بالإبدال أنّ العرب تتَعَمَّد تعويض حرف من حرف وإنما هي لغاتٌ مختلفة لمعانٍ متفقةٍتتقارَبُ اللفظتان في لُغتين لمعنى واحد حتى لا يختلفا إلا في حرفٍ واحد .
قال : والدليلُ على ذلك أن قبيلةً واحدةً لا تتكلم بكلمة طوراً مهموزةً وطوراً غير مهموزة ولا بالصّاد مرة وبالسين أخرىوكذلك إبدال لام التعريف ميماًوالهمزة المصدرة عَيْناًكقولهم في نحو أنْ عَنْلا تشتركُ العرب في شيء من ذلك إنما يقول هذا قومٌ وذاك آخرون .
انتهى .
وقال أبو حيَّان في شرح التسهيل : قال شيخنا الأستاد أبو الحسن بن الصائغ : قلما تجدُ حرفاً إلا وقد جاء فيه البدلُ ولو نادراً .
وقال أبو عبيد في الغريب المصنف : باب المُبْدَل من الحروف - مدَهْتُه أمْدهُه مَدْهاًيعني مَدَحْته واسْتَأْدَيْتُ عليه مثل اسْتَعَدَيْتُ والأيْم والأيْن : الحية وطانَه اللّه على الخير وطَامَه يعني جَبَله وفناء الدار وثناء الدار بمعنى وجَدَث وجَدَف للقبر والمغافير والمغاثير وجَذَوْتُ وجَثَوْتَ والجذْوُ أن تقوم على أطرا الأصابع ومَرَث فلان الخبزَ في الماء ومَرَدَه ونبض العرق ونَبَذ وقد تَرَيَّع السرابُ وتَرَيَّة إذا جاء وذَهب وهَرَت الثَّوب وهرَدَه إذا خَرّقه وهو الغَرين والغرْيَل يعني ما في أسفل الحَوْض من الثُّفْل وما بقى في اسفل القارورة وهو شَثْن الأصابع وشَتْل وكَبْنُ الدَّلْو وكبَلُها يعني شَفَتها