هذا مَوْضع شريف نبَّه عليه الخليل وسيبويه وَتَلَقَّتْه الجماعة بالقبول .
قال الخليل : كأنهم تَوَهَّموا في صوت الجُنْدُب استطالةً و ( مَدّاً ) فقالوا : ( صَرّ ) في صوت البازي تقطيعاً فقالوا : ( صرصر ) .
وقال سيبويه في المصادر التي جاءت على الفَعَلاَن : إنها تأتي للاضطراب والحرَكة نحو ( النَّقَزَان ) و ) الغَليان والغَثيان فقابلوا بتَوَالي حركات الأمثال تواليَ حركات الأفعال .
قال ابنُ جني : وقد وجدتُ أشياء كثيرة من هذا النَّمَط من ذلك المصادرُ الرُّباعية المضعّفة تأتي للتكرير نحو الزَّعْزَعَة والقَلقلة والصَّلصلة والقَعْقَعَة و ( الجَرْجَرة ) والَقْرقَرة .
والفَعلى إنما تأتي للسرعة نحو ( البَشَكى و ) الجَمَزى والوَلقى .
ومن ذلك باب اسْتفعل جعلوه للطَّلب لما فيه من تَقَدُّم حروفٍ زائدة على الأصول كما يتقدَّم الطلبُ الفعل وجعلوا الأفعالَ الواقعة عن غير طلب إنما تفجأُ حروفها الأصول أو ما ضارع الأصول ( فالأصولُ نحو قولهم : طعم ووهَب ودخل وخرج وصعد ونزل فهذا إخبار بأصولٍ فاجأت عن أفعال وَقعت ولم يكن معها دلالة تدلّ على طلبٍ لها ولا إعمال فيها وكذلك ما تقدَّمت الزيادةُ فيه على سَمْت الأصل نحو أحس وأكرم وأعطى وأولى فهذا من طريق الصيغة بوزن الأصل في نحو دَحْرج وسَرْهف . . . . )