قال أبو نصر صاحب الأصمعي : معنى قوله : ( قد شجرها ) أي رفع رأسها إلى فوق .
يقال : شجرَتُ أغصان الشجرة إذا تدلّت فرفعتُها .
والشّجار مَرْكب يُتَّخذ للشيخ الكبير ومَنْ مَنَعَته العلّة من الحركة ولم يؤمَن عليه السقوطتشبيهاً بالشجرة الملتفّة والنخل يسمى الشجرقال الشاعر : - من الطويل - .
( وأخبث طَلْع طلعكنّ لأهله ... وأنكر ما خيرت من شَجَرات ) .
والمرعى يقال له الشجر لاختلاف نَبته وشجر الأمر إذا اختلط وشجَرني عن الأمر كذا وكذا معناه صَرَفنيوتأويله أنه اختلَف رأيي كاختلاف الشجر والباب واحد وكذلك شجر بينهم فلان أي اختلف بينهم وقد شجر بينهم أمرٌأي وقع بينهم .
انتهى .
وفي قوله : والنخلُ يسمى الشجر فائدة لطيفةفإني رأيت في كتاب ( عمل من طب لمن حب ) للشيخ بدر الدين الزركشي بخطّه : إن النخلة لا تسمى شجرة وأن قولهفيها : ( إن من الشجر شجرةَ لا يسقط ورقها . . . الحديث ) .
على سبيل الاستعارة لإرادة الإلغاز وما ذكره الزّجاجي يردّه ويمشي الحديثُ على الحقيقة .
فائدة - قال ابن فارس في المجمل : اشتَبه عليّ اشتقاقُ قولهم : ( لا أبالي به ) غاية الاشتباه غيرَ أني قرأت في شعر ليلى الأخيلية : - من الطويل - .
( تبالى رواياهم هبالة بعد ما ... وردْن وحول الماء بالجمّ يرتمي ) .
وقالوا في تفسير التبالي : المبادرة بالاستقاءيقال تبالى القوم : إذا تبادروا الماء فاستقَوْهوذلك عند قلّة الماء قال بعضهم تبالى القوم .
وذلك إذا قلّ الماء ونزح استقى هذا شيئاًوينتظر الآخر حتى يَجُمّ الماء فيسقي فإن كانَ هذا هكذا فلعلّ قولهم لا أبالي به : أي لا أبادر إلى اقتنائه والانتظار به بل أنبذه ولا أعتدّ به