كذا وكذا فله كذا وكذا حتى افترقوا على اثنين وسبعين لساناً وانقطع الصوتُ وَتَبَلْبَلَت الألسُن فسُمّيت بابل .
وكان اللسان يومئذ بابلياً .
وأخرج الحاكم في المستدرك وصحّحهُ والبيهقي في شعب الإيمان عن بُرَيدة رضي اللّه عنه في قوله تعالى : ( بلسَانٍ عَرَبيٍّ مُبينٍ ) قال : بلسان جُرْهم .
وقال محمد بن سلام الجمحي في كتاب ( طبقات الشعراء ) : قال يونس بن حبيب : أولُ من تكلم بالعربية إسماعيلُ بن إبراهيم عليهما السلام ثم قال محمد بن سلاّم : أخبرني مسْمَع بن عبد الملك أنه سمع محمد بن عليّ يقول - قال ابن سلاّم : لا أدري رَفَعَه أم لا وأظنه قد رفعه - أولُ من تكلَّم بالعربية ونَسي لسانَ أبيه إسماعيلُ عليه السلام .
وأخرج الحاكم في المستدرك وصحَّحه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق سفيان الثّوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر : أن رسول اللّه تلا : ( قُرآناً عَرَبّياً لقومٍ يعلمون ) ثم قال : ( أُلْهمَ إسماعيلُ هذا اللسان العربيَّ إلهاماً ) .
قال محمد بن سلامَّ وأخبرني يونس عن أبي عمرو بن العلاء قال : العربُ كلُّها ولدُ إسماعيل إلاّ حمْير وبقايا جُرْهم .
وكذلك يروى أن إسماعيل جاوَرهم وأصْهر إليهم ولكنَّ العربيَةَ التي عنى محمد بن علي اللسان الذي نزل به القرآن وما تكلّمت به العربُ على عهد النبي وتلك عربيةٌ أخرى غير كلامنا هذا .
وقال الحافظ عمَاد الدين بن كَثير في تاريخه : قيل إن جميع العرب ينتسبون إلى إسماعيل عليه السلام والصحيح المشهور أن العربَ العاربة قبلَ إسماعيل هم عاد وثمود وطسم وجَديس وأُمَيم وجُرْهم والعماليق وأمم