وذكر ابن دُريد أنه قد جاء الفعالاء القُصاصاء في معنى القصاص .
وقال : زعموا أن أعرابيَّاً وقف على بعض أُمراء العراق فقال : القُصَاصاء أَصْلَحَك اللّه ! أي خُذْ لي بالقصاص وهو نادر شاذ .
وقد قال سيبويه : إنه ليس في كلامهم فُعالاء والكلمة إذا حكاها أعرابيٌّ واحد لم يَجُزْ أن يُجْعَل أصلاً لأنه يجوز أن يكون كذباً ويجوزُ أن يكون غَلَطاً ولذلك لم يودع في أبواب الكتاب إلا المشهور الذي لا يُشَكّ في صحَّته .
وقال أيضاً : ذكر أبو زيد أنه سمع أعرابيّاً يقول : نَسيماء بالمد .
قال : والواحد إذا أتى بشاذٍّ نادر لم يكن قولُه حجةً مع مخالفة الجميع .
النوع السادس عشر .
معرفة مختلف اللغة .
قال ابن فارس في فقه اللغة : اختلافُ لغات العرب من وجوه : .
أحدُها - الاختلافُ في الحركات نحو نَستعين ونستعين بفتح النون وكسرها قال الفرّاء : هي مفتوحةٌ في لغة قريش وأسد وغيرهم يكسرها .
والوجه الآخر - الاختلافُ في الحركة والسكون نحو مَعَكم ومَعْكم .
ووجهٌ آخر - وهو الاختلاف في إبْدال الحروف نحو : أولئك وأُولاَلك .
ومنها قولهم : أن زيداً وعنّ زيداً .
ومن ذلك : الاختلافُ في الهَمز والتَّلْيين نحو مُسْتهزئون ومُسْتهزُوْن .
ومنه الاختلاف في التقديم والتأخير نحو صاعقة وصاقعة .
ومنها : الاختلاف في الحذف والأثبات نحو استحييت واستحيت وصددت وأصددت .
ومنها الاختلاف في الحرف الصحيح يُبْدَلُ حَرْفاً مُعْتلاً نحو أمَّا زيد وأَيْما زيد