الكلامُ على وجْه واحد في الآيتين كان أجوَدَ لأن كلاًّ جيّد .
وأما نحن فلا نذكرُ حدودَ الفراء لأن خَطَأَه فيها أكثرُ من صوابه هذا أنت عملتُ كتاب الفصيح للمتعلّم المبتدىء وهو عشرون ورقة أخطأتَ في عشرة مواضع منه فقال اذكرها .
قلت : نعم قلتَ : ( وهو عرق النَّسا ) ولا يقال إلاّ النَّسا كما لا يقال عرْق الأكْحَل ولا عرق الأَبْهَر قال امرؤ القَيْس : ( من المتقارب ) .
( فأَنْشَب أَظْفَاره في النَّسا ... فقلت : هُبلْتَ ألا تَنْتَصر ) وقلتَ : حَلَمْتُ أحلُم حُلماً وحُلُم ليس بمَصْدَر إنما هو اسم قال اللّه تعالى : ( والذين لم يبلغوا الحلم منكم ) وإذا كان للشيء مصدر واسمٌ لم يوضع الاسمُ مَوضعَ المصدر ألا ترى أنك تقول : حَسبْتُ الشيءَ أحسبه حَسْباَ وحُسْبَاناَ والحَسْبَ المصدر والحساب الاسم فلو قلت ما بلغَ الحَسْب إليّ أو رفعتُ الحَسْبَ إليك لم يَجُزْ .
وأنتَ تريد : رفعتُ الحَسَاب إليك .
وقلتَ : رجلٌ عَزَب وامرأة عزبة وهذا خطاٌ وإنما يقال رجل عزب وامرأة عزب لأنه مصدر وُصف به ولا يثنى ولا يجمع ولا يُؤنَّث كما تقول : رجل خَصْم ولا يقال امرأة خصَمة .
وقد أثبتَّ من هذا النوع في الكتاب وأفردتَ هذا منه قال الشاعر : ( من الرجز ) .
( يا مَنْ يَدُلَّ عَزَباَ عَلَى عَزَبْ ... ) وقلتُ : كسْرى بكسر الكاف وهذا خطأٌ إنما هو كَسْرى بفتحها والدليل أنا وإياكم لا نخّتلفُ في أن النسّب إلى كسرى كَسْرَويّ بفتح الكاف وهذا ليس مما تُغَيّرُه ياءُ الإضافة لبُعْده منها ألا ترى أنك لو نسبتَ إلى معْزَى ودرْهم لقلت معزي ودرهمي ولم تقل مَعزي ولا دَرهمي