قال : ولقائل أن يقولَ حينئذ : لا نُسَلّم أن مخالفةَ القياس تُخلّ بالفصاحة ويُسْنَد هذا المنع بكَثْرة ما وَرَدَ منه في القرآن بل مخالفةُ القياس مع قَلَّة الاستعمال مجموعُهما هو المخلّ .
قلت : والتَّحقيقُ أن المُخلّ هو قلةُ الاستعمال وحدّها فرجعت الغَرَابةُ ومخالفةُ القياس إلى اعتبار قلّة الاستعمالَ والتنافر كذلك وهذا كلُّه تقريرٌ لكَوْن مدَار الفصاحة على كثرة الاستعمال وعدمها على قلَّته .
الثالثة - قال الشيخ بهاء الدين : مُقْتَضى ذلك أيضاً أن كلَّ ضرورة ارتكبها شاعر فقد أخرجت الكلمةَ عن الفَصَاحة .
وقد قال حازم القرطاجني في منْهاج البُلَغَاء : الضَّرائر الشائعة منها المُسْتَقْبَحُ وغيره وهو ما لا تستوحش منه النَّفَس كصَرْف ما لا ينصرف وقد تستوحش منه في البعض كالأَسْماء المَعْدُولة وأشدّ ما تَسْتَوْحشُه تنوينُ أفعل منه ومما لا يُسْتَقْبَح قصرُ الجمع الممدود ومَدّ الجمع المقصور وأقبحُ الضرائر الزيادةُ المؤدّيةُ لما ليس أصلاً في كلامهم .
كقوله - من البسيط - : .
( أدْنو فأنظُور ... ) أي أنظر .
والزيادة المؤدّيةُ لما يقلَّ في الكلام كقوله - من الطويل - : فأطأت شيمالي