وقال الترميسي في نكت الحماسة : أخبرنا أبو أحمد الحسن بن سعيد العسكري فيما كتب به إليَّ وحدثنا المرزباني فيما قرىء عليه وأنا حاضر أسمع قالا : أخبرنا محمد بن يحيى قال حدثنا الغلابي قال : حدّثنا إبراهيم بن عمر قال : سأل الرشيدُ أهلَ مجلسه عن صدر هذا البيت : - من الطويل - .
( ومن يسألُ الصَّعْلوك أين مذاهبُه ... ) .
فلم يعرفه أحد فقال إسحاق المَوْصلي : الأصمعي مريض وأنا أمضي إليه فأسأله عنه فقال الرشيد : احملوا إليه ألفَ دينار لنفقته واكتبُوا في هذا إليه . قال : فجاء جواب الأصمعي : أنشدنا خلف لأبي النَّشْناش والنهشلي : .
( وسأئلةٍ أينَ الرَّحيل وسائل ومَن يسألُ الصعلوكَ أين مذاهبُه ... ) .
( ودَاويَّة تَيْهاء يُخْشى بها الرَّدى ... سَرت بأبي النَّشْناش فيها رَكائبُه ) .
( ليُدرك ثاراً أو ليكسب مَغْنمَاً ... جزيلاً وهذا الدَّهرُ جَمٌّ عَجائبه ) .
قال : وذكر القصيدة كلها .
سادسها - الوجادة .
قال القالي في أماليه قال أبو بكر بن أبي الأزهر : وجدْت في كتاب أبي حدَّثنا الزبير بن عبّاد ولا أدري عمّن هو قال : حدَّثنا عبد الملك بن عبد العزيز عن المغيرة بن عبد الرحمن قال : خرجتُ في سفر فصَحبني رجلٌ فلما أصبحْنا نزَلنا منزلا فقال ألا أنشدك أبياتاً قلت : أنشدني فأنشدني : .
- من الكامل - .
( إنَّ المُؤَمّل هاجَه أحزانه ... لما تَحَمَّل غُدوةً جيرانهُ ) .
( بانوا فَمُلْتَمسٌ سوى أوْطانه ... وطَناً وآخرُ همُّه أوطانَهُ ) .
( قد زادني كلَفاً إلى ما كان بي ... رئْمٌ عصى فأذابني عصْيانُه ) .
( إنْ كان شيءٌ كان منه ببابل ... فَلسَانُهُ قد كان أو إنسانه )