الحمد للّه خالق الألسُن واللغات واضع الألفاظ للمعاني بحسب ما اقْتَضَتْه حكمَهُ البالغات الذي علّم آدم الأسماء كلَّها وأظْهر بذلك شرفَ اللغة وفضلَها .
والصلاةُ والسلام على سيدنا محمد أَفْصح الخلْق لساناً وأَعْربهم بياناً وعلى آله وصحبه أَكْرمْ بهم أنصاراً وأعواناً .
هذا علمٌ شريف ابتكرتُ ترتيبَه واخترعتُ تنويعه وتبويبه وذلك في علوم اللغة وأنواعها وشروط أداَئها وسَمَاعها حاكيتُ به علوم الحديث في التقاسيم والأنواع وأتيتُ فيه بعجائبَ وغرائبَ حسنة الإبداع .
وقد كان كثيرٌ ممَّن تقدم يُلمّ بأشياء من ذلك ويعتني في بيانها بتمهيد المسالك غير أن هذا المجموعَ لم يسبقني إليه سابقٌ ولا طرقَ سبيلَه قبلي طارقٌ وقد سميتُه بالمزهر في علوم اللغة .
وهذا فهرست انواعه .
النوع الأول - معرفة الصحيح الثابت .
الثاني - معرفة ما رُوي من اللغة ولم يصحَّ ولم يثبت .
الثالث - معرفةُ المُتواتر والآحاد .
الرابع - معرفةُ المُرسَل والمنقطع .
الخامس - معرفة الأفراد .
السادس - معرفة مَن تُقْبَل روايته ومن تُرَدُّ .
السابع - معرفة طرق الأخذ والتَّحمل .
الثامن - معرفة المصنوع وهو الموضوع ويذكر فيه المُدرج والمسروق .
وهذه الأنواعُ الثمانية راجعة إلى اللغة من حيث الإسناد .
التاسع - معرفة الفصيح .
العاشر - معرفة الضعيف والمُنْكَر والمتروك .
الحادي عشر - معرفة الرديء المذموم