( أحَلَّتْ دَمِي مِنْ غَيْر جُرْمٍ وَحَرَّمَتْ ... بِلاَ سَبَبٍ يَوْمَ اللِّقَاءِ كَلاَمِي ) .
( فَلَيْسَ الَّذِي حَلَّلْتِهِ بِمُحَلَّلٍ ... لَيْسَ الَّذِي حَرَّمْتِهِ بِحَرَامِ ) فليس يذهب على السامع وقد عرف البيت الأول وصدر البيت الثاني أن عجزه هو ما قاله البحتري .
وقد جاء الإرصاد في الكلام المنثور كما جاء في الشعرفمن ذلك قوله تعالى ( وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون ) فإذا وقف السامع على قوله تعالى ( لقضي بينهم فيما فيه ) عرف أن بعده ( يختلفون ) لما تقدم من الدلالة عليه .
ومن ذلك أيضا قوله D ( فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .
على نحو منه جاء قوله تعالى ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ) فإذا وقع السامع على قوله D ( وإن أوهن البيوت ) يعلم أن بعده بيت العنكبوت .
ورأيت أبا هلال العسكري قد سمى هذا النوع التوشيحوليس كذلك بل