حتى قال .
( تَضْحَكُ الدُّنْيَا إِلى مَلِكٍ ... قَامَ بِالآثارِ وَالسُّنَنِ ) .
( سَنَّ لِلنَّاسِ النَّدَى فَنَدُوا ... فَكأنَّ الْبُخْلَ لَمْ يَكُنِ ) فأكثر مدائح أبي نواس مقتضبة هكذا والتخلص غير ممكن في كل الأحوال وهو من مستصعبات علم البيان .
ومن هذا الباب الذي نحن بصدد ذكره قول البحتري في قصيدته المشهورة بالجودة التي مدح بها الفتح بن خاقان وذكر لقاءه الأسد وقتله إياه وأولها .
( أَجِدَّكَ مَا يَنْفَكُّ يَسْرِي لِزَيْنِبا ... ) وهي من أمهات شعره ومع ذلك لم يوفق فيها للتخلص من الغزل إلى المديح فإنه بينما هو في تغزله وهو يقول .
( عَهدْتُكِ إِنْ مَنَّيْتِ مَوْعِداً ... جَهَاماً وَإِنْ أَبْرَقْتِ أَبْرَقْتِ خُلَّبَا ) .
( وَكُنْتُ أَرَى أَنَّ الصُّدُودَ الَّذي مَضَى ... دَلالٌ فَما إِنْ كَانَ إِلاَّ تَجَنُّبَا ) .
( فَوَا أَسَفا حَتَّامَ أَسْأَلُ مَانِعاً ... وَآمَنُ خَوَّافاً وأَعْتِبُ مُذْنِباً ) حتى قال في أثر ذلك .
( أَقُولُ لِرَكْبٍ مُعتفين تَدَرَّعُوا ... عَلَى عَجَلٍ قِطْعاً مِنَ اللَّيْلِ غَيْهَبَا ) .
( رِدُوا نَائِلَ الْفَتْحِ بْنِ خَاقانَ إِنَّهُ ... أَعَمُّ نَدًى فِيكُمْ وَأيْسَرُ مَطْلَبَا ) فخرج إلى المديح بغير وصلة ولا سبب .
وكذلك قوله في قصيدته المشهورة بالجودة التي مدح بها الفتح بن خاقان