وعدد نعمهليعلم بذلك أن العبادة لا تصح إلا له ثم خرج من هذا إلى دعائه إياه وخضوعه له ثم خرج منه إلى ذكر يوم القيامة وثواب الله وعقابه فتدبر هذه التخلصات اللطيفة المودعة في أثناء هذا الكلام .
وفي القرآن مواضع كثيرة من التخلصات كالذي ورد في سورة الأعراففإنه ذكر فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية من آدم إلى نوح عليهما السلام وكذلك إلى قصة موسى عليه السلام حتى انتهى إلى آخرها الذي هو ( واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) .
هذا تلخص من التخلصات الحسانفإن الله تعالى ذكر الأنبياء والقرون الماضية إلى عهد موسى عليه السلامفلما أراد ذكر نبينا ذكره بتخلص انتظم به بعض الكلام ببعض ألا ترى أنه قال موسى عليه السلام ( واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة ) فأجيب بقوله تعالى ( قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين ) من حالهم كذا وكذا ومن صفتهم كيت وكيت وهم الذين ( يتبعون الرسول النبي الأمي ) ثم وصفه صلوات الله عليه بصفاته إلى آخر الكلام .
ويا لله العجب كيف يزعم الغانمي أن القرآن خال من التخلص ؟ ألم يكفه