الكاتب لا ابن أبي كبشة الشعري " والمراد بذلك أن ابن كبشة كان رجلا في الجاهلية يعبد الشعرى فخالف بذلك دين قومه ولما بعث النبي قالت قريش هذا قد خالف ديننا وسموه " ابن أبي كبشة " أي أنه قد خالفنا كما خالف أبو كبشة قومه في عبادة الشعرى فأخذت أنا هذا المعنى وأودعته كتابي هذا فجاء كما تراه مبتدعا غريبا .
ومن جملة الكتب المشار إليها مفتتح كتاب كتبته إلى بعض الإخوان بالشام وهو طلعت من الغرب شمس فقيل قد آذنت أشارط الساعة بالاقتراب ولم يعلم أن تلك الأنوار إنما هي أنوار الكتاب لم تألف الأبصار من قبله أن تطلع الشمس من المغرب وليس ذلك إلا كتاب المجلس لا سلبه الله مزية هذا الوصف الكريم وأتاه من الفضل ما يقال معه وفوق كل ذي علم عليم وأحيا النفوس من كلمها بروح كلمه كما شفي غليلها من أقلامه بسقيا الكليم ولما ورد عن الخادم صار ليله نهارا وأصبح الناس في الحديث به أطوارا والمنصف منهم يقول قد جرت الشمس إلى مستقرها والشمس لا تجد قرارا .
وهذا الكتاب في الحسن والغرابة كالذي قبله .
ومن جملة الكتب المشار إليها مفتتح كتاب كتبته إلى بعض الإخوان وهو تأوب زور من جانب المجلس السامي أدنى الله داره وجعل كلماته التامة جاره وأشهد أفعال التقوى ليله وأفعال المكارم نهاره ووهبه من أعوام العمر طواله ومن أعوام العيش قصاره ولا أقدر السابقين إلى المعالي أن يجروا معه ولا أن يشقوا غباره وليس ذلك الزور إلا سطورا في قرطاس ولا فرق بين الكتاب وبين مرسله في ملاطفة الإيناس والله لا يصغر ممشى هذا الزائر ويقر عيني برؤيته حتى لا أزال به قرير الناظر ومع هذا فإني عاتب لتأخره وههنا مظنة العتاب ومن تأخر عنه كتاب صديقه فلا بد أن يخطر له خاطر الارتياب والضنين بالمودة لا يرى إلا ظنينا وقد قيل إنها وديعة وقليلا ما تجد على الودائع أمينا