على الأنبياء بشرف السيادة وجعل انشقاق القمر له من آيات النبوة وانشقاق الإيوان من آيات الولادة وعلى آله وأصحابه الذين شادوا الدين من بعده فأحسنوا في الإشادة وبسطت عليهم الدنيا كما بسطت على الذين من قبلهم فلم يحولوا عن خلق الزهادة أما بعد كذا وكذا ثم أنهيت التقليد إلى آخره .
ومن الحذاقة في هذا الباب أن يجعل الدعاء في أول الكتاب من السلطانيات والإخوانيات وغيرهما مضمنا من المعنى ما بني عليه ذلك الكتاب وهذا شيء انفردت بابتداعه وتراه كثيرا فيما أنشأته من المكاتباتفإني توخيته فيها وقصدته .
فمن ذلك ما كتبته في الهناء بفتح وهو هذا الكتاب مشافه بخدمة الهناء للمجلس السامي الفلاني جدد الله له في كل يوم فتحا وبدل عرش كل ذي سلطان لديه صرحا وجعل كل موقف من مواقف جوده وبأسه يوم فطر ويوم أضحى وكتب له على لسان الإسلام ولسان الأيام ثناء خالدا ومدحا وأسكنه بعد العمر الطويل دارا لا يظمأ فيها ولا يضحىِثم أخذت بعد ذلك في إنشاء الكتاب المتضمن ما يقتضيه معاني ذلك الفتح .
ومن ذلك ما ذكرته في الهناء بمولود وهو جدد الله مسرات المجلس السامي الفلاني ووصل صبوح هنائه بغبوقه وأمتعه بسليله المبشر بطروقه وأبقاه حتى يستضيء بنوره ويرمي عن فوقه وسر به أبكار المعاني حتى تخلق أعطافها بخلوقه وجعله كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ثم أخذت في إتمام الكتاب بالهناء بالمولود على حسب ما اقتضاه ذلك المعنى .
فتأمل ما أوردته ههنا من هذين المثالين وانسج على منوالهما فيما تقصده من المعاني التي تبني عليها كتبكفإن ذلك من دقائق هذه الصناعة .
وأما فواتح الكتب التي أنشأتها فمنها ما اخترعته اختراعا ولم أسبق إليه وهي عدة كثيرة وقد أوردت ههنا بعضها .
فمن ذلك مفتتح كتاب إلى ديوان الخلافة وهو نشأت سحابة من سماء الديوان العزيز النبوي جعل الله الخلود لدولته أوطانا والحدود لها أركانا ونصب