لأن مقابلة الممدوح بهذا الخطاب لا خفاء بقبحه وكراهته .
ولما أنشد الأخطل عبد الملك بن مروان قصيدته التي أولها .
( خَفَّ الْقَطِينُ فَرَاحُوا مِنْكَ أو بَكَرُوا ... ) قال له عند ذلك لا بل منك وتطير من قولهفغيرها ذو الرمةوقال .
( خَفَّ الْقَطِينُ فَرَاحُوا الْيوْمَ أوْ بَكَرُوا ... ) .
ومن شاء أن يذكر الديار والأطلال في شعره فليتأدب بأدب القطامي على جفاء طبعه وبعده عن فطانة الأدبفإنه قال .
( إِنَّا مُحَيُّوكَ فَاسْلَمْ أْيُّهَا الطَّلَلُ ... ) فبدأ قبل ذكر الطلل بذكر التحية والدعاء له بالسلامة .
وقد قيل إن امرأ القيس كان يجيد الابتداء كقوله .
( ألاَ انْعَمْ صَباحاً أيُّها الطَّلَلُ الْبالي ... ) .
وكقوله .
( قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمنْزِلِ ... )