( إِنِّي عَلَى شَغَفِي بِما في خُمْرِهَا ... لأَعِفُّ عمَّا في سَرَاوِيلاتِهَا ) .
وهذه كناية عن النزاهة والعفة إلا أن الفجور أحسن منها .
وقد أخذ الشريف الرضي هذا المعنى فأبرزه في أجمل صورة حيث قال .
( أَحِنُّ إِلى مَا تَضْمَنُ الخُمْرُ والحُلَى ... وَأَصْدِفُ عَمَّا في ضَمَانِ الْمَآزِرِ ) .
وأمثال هذا كثير وفيما ذكرناه من هذين المثالين مقنع وأما التعريض فقد سبق الإعلام به وعرفناك الفرق بينه وبين الكناية .
فما جاء منه قوله تعالى ( قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ) وغرض إبراهيم صلوات الله عليه من هذا الكلام إقامة الحجة عليهملأنه قال ( فاسألوهم إن كانوا ينطقون ) وذلك على سبيل الاستهزاء وهذا من رموز الكلام والقول فيه أن قصد إبراهيم عليه السلام لم يرد به نسبة الفعل الصادر عنه إلى الضم وإنما قصد تقريره لنفسه وإثباته على أسلوب تعريض يبلغ فيه غرضه من إلزام الحجة عليهم والاستهزاء بهم وقد يقال في هذا غير ما أشرت إليه وهو أن كبير الأصنام غضب أن تعبد معه هذه الأصنام الصغار فكسرها وغرض إبراهيم عليه السلام من ذلك أنه لا يجوز أن يعبد مع الله تعالى من هو دونهفإن من دونه مخلوق من مخلوقاته فجعل إحالة القول إلى كبير الأصنام مثالا لما أراده .
ومن هذا القسم أيضا قوله تعالى ( قال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك