( نَزَلْتُ عَلَى آلِ المُهَلَّبِ شَاتِياً ... بَعِيداً عَنِ الأوْطَانِ فِي زَمَنِ الْمَحْلِ ) .
( فَمَا زَالَ بِي إكْرَامُهُمْ وَافْتِقَادُهُمْ ... وَإحْسَانُهُمْ حَتَّى حَسِبْتُهُمُ أَهْلِي ) فإن الإكرام والافتقاد داخلان تحت الإحسان وإنما كرر ذلك للتنويه بذكر الصنيع والإيجاب لحقه .
وعلى هذا ورد قول الأعشى في قصيدته المشهورة التي يمدح بها النبيفقال منها .
( فَآلَيْتُ لاَ أرْثِي لَهَا مِنْ كَلاَلَةٍ ... وَلاَ مِنْ وَجًى حَتَّى تُلاَقِي مُحَمَّدَا ) .
فإن الوجى والكلالة معناهما سواء وإنما حسن تكريره ههنا للإشعار ببعد المسافة .
الضرب الثاني من القسم الثاني في تكرير المعنى دون اللفظ وهو غير المفيد فمن ذلك قول أبي تمام .
( قَسَمَ الزَّمَانُ رُبُوعَهَا بَيْنَ الصَّبَا ... وَقَبُولِهَا وَدَبُورِهَا أَثْلاَثَا ) .
فإن الصبا هي القبول وليس ذلك مثل التكرير في قوله تعالى ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) فيما يرجع إلى اللفظ والمعنى ولا مثل التكرير في قوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف ) فيما يرجع إلى تكرير المعنى دون اللفظ وقول أبي تمام الصبا والقبول لا يشتمل إلا على معنى واحد لا غير .
وهذا الضرب من التكرير قد خبط فيه علماء البيان خبطا كثيرا والأكثر منهم