والثقل هو العبء والعبء هو الثقل وكذلك ورد قول البحتري .
( وَيَوْمَ تَثَنَّتْ لِلْوَدَاع وَسَلَّمَتْ ... بِعَيْنَيْنِ مَوْصُولٍ بِلَحْظِهِمَا الْسِّحْرُ ) .
( تَوَهَّمْتُهَا أَلْوَى بِأَجْفَانِهَا الْكَرى ... كَرَى النَّوْمِ أَوْ مَالَتْ بِأَعْطَافِهَا الْخَمْرُ ) فإن الكرى هو النوم .
وربما أشكل هذا الموضع على كثير من متعاطي هذه الصناعة وظنوه مما لا فائدة فيه وليس كذلك بل الفائدة فيه هي التأكيد للمعنى المقصود والمبالغة فيه .
أما الآية فالمراد بقوله تعالى ( عذاب من رجز ) أي عذاب مضاعف من عذاب .
وأما بيت أبي تمام فإنه تضمن المبالغة في وصف الممدوح بحمله للأثقال .
وأما بيت البحتري فإنه أراد أن يشبه طرفها لفتوره بالنائم فكرر المعنى فيه على طريق المضاف والمضاف إليه تأكيدا له وزيادة في بيانه .
وهذا الموضع لم ينبه عليه أحد سواي .
ولربما أدخل في التكوير من هذا النوع ما ليس منه وهو موضع لم ينبه عليه أيضا أحد سواي .
فمنه قوله تعالى ( ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) فلما تكرر ( إن ربك ) مرتين علم أن ذلك أدل على المغفرة