منه بمنزلة السلك من العقد والكف من الزند وقد أخلصنا النية في ارتياد من يقوم فيها ويكفيها ويصطفى لها ولا يصطفيها وهو أنت أيها الشيخ الأجل فلان أحسن الله لك الأثر وصدق فيك النظر فتولها غير موكول إليها بل معانا عليها .
واعلم أن الناس قد أماتوا سننا وأحيوا بدعا وتفرقوا فيما أحدثوه من المحدثات شيعا وأظلم منهم من أقرهم على أمرهم ولم يأخذهم بقوارع زجرهم فإن السكوت عن البدعة رضا بمكانها وترك النهي عنها كالأمر بإتيانها ولم يأت بنا الله تعالى إلا ليعيد الدين قائما على أصوله صاعدا بحكم الله فيه وحكم رسوله .
ونحن نأمرك أن تتصفح أحوال الناس في أمر دينهم الذي هو عصمة مالهم وأمر معاشهم الذي يتميز به حرامهم من حلالهم فابدأ أولا بالنظر في العقائد واهد فيها إلى سبيل الفرقة الناجية الذي هو سبيل واحد وتلك الفرقة هي السلف الصالح الذين لزموا مواطن الحق فأقاموا وقالوا ربنا الله ثم استقاموا ومن عداهم شعب دانوا أديانا وعبدوا من الأهواء أوثانا واتبعوا ما لم ينزل به الله سلطانا ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم فمن انتهى من هؤلاء إلى فلسفة فاقتله ولا تسمع له قولا ولا تقبل منه صرفا ولا عدلا وليكن قتله على رءوس الأشهادِ ما بين حاضر وباد فما تكدرت الشرائع بمثل مقالته ولا تدنست علومها بمثل أثر جهالته والمنتمي إليها يعرف بنكرهِ ويستدل عليه بظلمة كفره وتلك ظلمة تدرك بالقلوب لا بالأبصار وتظهر زيادتها ونقصها بحسب ما عند رائيها من الأنوار وما تجده من كتبها التي هي سموم ناقعة لا علوم نافعة وأفاعي ملففة لا أقوال مؤلفة فاستأصل شافتها بالتمزيق وافعل بها ما يفعله الله بأهلها من التحريقولا يقنعك ذلك حتى تجتهد في تتبع آثارها والكشف عن مكامن أسرارها فمن وجدت في بيته فليؤخذ جهارا ولينكل به إشهارا وليقل هذا جزاء من استكبر استكبارا ولم يرج لله وقارا وأما من تحدث في القدر وقال فيه بمخالفة نص الخبر فليس في شيء من ربقة الإسلامِ وإن تنسك بمداومة الصلاة والصيام قال النبي ( القدرية مجوس هذه الأمة ) .
والمراد بذلك أنهما ماثلوا بين الله والعبد والضياء والظلمة فعلاج هذه الطائفة أن تجزى بأن تخزى فليقابل جمعها بالتكسير واسمها بالتصغير ولتنقل إلى ثقل