بظاهر الحياة الدنيا فكأنهم علموا وما علموا إذ العلم بظاهر الأمور ليس بعلم وإنما العلم هو ما كان بالباطن من الأمور .
الضرب الثالث هو أن يذكر المعنى الواحد تاما لا يحتاج إلى زيادة ثم يضرب له مثال من التشبيه كقول أبي عبادة البحتري .
( ذَاتُ حُسْنٍ لَوِ اسْتَزَادَتْ مِنَ الْحُسْنِ إِلَيْهِ لَمَا أَصَابَتْ مَزِيدَاً ... ) .
( فَهْيَ كَالشَّمْس بَهْجَةً وَالْقَضِيب اللَّدْنِ قَدِّا وَالرِّيم طَرْفاً وَجِيدَا ... ) ألا ترى أن الأول كاف في بلوغ الغاية في الحسن لأنه لما قال ( لو استزادت لما أصابت مزيدا ) دخل تحته كل شيء من الأشياء الحسنة إلا أن للتشبيه مزية أخرى تفيد السامع تصويرا وتخييلا لا يحصل له من الأول وهذا الضرب من أحسن ما يجيء في باب الإطناب .
وكذلك ورد قوله .
( تَرَدَّدَ فِي خُلُقَيْ سُودَدٍ ... سَمَاحًا مُرَجًّى وَبَأْساً مَهِيباَ ) .
( فَكَالسَّيْفِ إِنْ جِئْتَهُ صَارِخاً ... وَكَالْبَحْرِ إِنْ جِئْتَهُ مُسْتَثيبَا ) .
فالبيت الثاني يدل على معنى الأول لأن البحر و السيف للبأس المهيب إلا أن في الثاني زيادة التشبيه التي تفيد تخيلا وتصويرا .
الضرب الرابع أن يستوفي معاني الغرض المقصود من كتاب أو خطبة أو