وبلغني عن الشيخ أبي محمد بن أحمد المعروف بابن الخشاب البغدادي وكان إماما في علم العربية وغيره فقيل إنه كان كثيرا ما يقف على حلق القصاص والمشعبذين فإذا أتاه طلبة العلم لا يجدونه في أكثر أوقاته إلا هناك فليم على ذلك وقيل له أنت إمام الناس في العلم وما الذي يبعثك على الوقوف بهذه المواقف الرذيلة فقال لو علمتم ما أعلم لما لمتم ولطالما استفدت من هؤلاء الجهال فوائد كثيرة فإنه تجري في ضمن هذيانهم معان غريبة لطيفة ولو أردت أنا وغيري أن نأتي بمثلها لما استطعنا ذلك ولا شك أن هذا الرجل رأى ما رأيته ونظر إلى ما نظرت إليه