( وَأَخَافَكُمْ كَيْ تُغْمِدُوا أَسْيَافَكُمْ ... إِنَّ الدَّمَ الْمُعْتَرَّ يَحْرُسُهُ الدَّمُ ) .
فقوله إن الدم المعتر يحرسه الدم أحسن مما ورد عن العرب من قولهم القتل أنفى للقتل .
ويروي عن معن بن زائدة أنه سأله أبو جعفر المنصور فقال له أيما أحب إليك دولتنا أو دولة بني أميه فقال ذاك إليك فقوله ذاك إليك من الإيجاز بالقصر الذي لا يمكن التعبير عنه إلا بألفاظ كثيرة لأن معنى قوله ذاك إليك وهو لفظتان أنه زاد إحسانك على إحسان بني أمية فأنتم أحب إلي وهذه عشرة ألفاظ .
فإن قيل كيف لا يمكن التعبير عن ألفاظ أخرى مثلها وفي عدتها وفي المترادف من الألفاظ ما هو دليل على خلاف ذلك فإنه إذا قيل راح ثم قيل مدامة أو سلافة كان ذلك سواء وقامت هذه اللفظة مقام هذه اللفظة .
قلت في الجواب ليس كل الألفاظ المترادفة يقوم بعضها مقام بعض ألا ترى أن لفظه القصاص لا يمكن التعبير عنها بما يقوم مقامها ولما عبر عنها بالقتل في قول العرب القتل أنفى للقتل ظهر الفرق بين ذلك وبين الآية في قوله تعالى ( ولكم في القصاص حياة ) فالذي أردته أنا إنما هو الكلام الذي لا يمكن التعبير عن ألفاظه بألفاظ أخرى مثلها وفي عدتها فإن كان كذلك وإلا فليس داخلا في هذا القسم المشار إليه