وقد ترد في الأبيات الشعرية ويكون ورودها لفائدة وذلك هو الأحسنِ كقول البحتري .
( قَوْمٌ أَهَانُوا الْوَفْرَ حَتَّى أَصْبَحُوا ... أَوْلَى الأَنَامِ بِكُلِّ عِرْضٍ وَافِرِ ) .
فقوله ( أصبحوا ) بمعنى صاروا أي أنهم صاروا أولى الناس بالأعراض الوافرةِ وهذه اللفظة لم ترد في هذا البيت حشواً كما وردت في بيتي أبي تمام المقدم ذكرهما .
وسأزيد هذا الموضع بياناً بمثال أضربه للتطويل حتى يستدل به على أمثاله وأشباههِ والمثال الذي أضربه هو حكاية أوردت بمحضر مني وذاك أنه جلس إلي في بعض الأيام جماعة من الإخوان وأخذوا في مفاوضة الأحاديث وانساق ذلك إلى ذكر غرائب الوقائع التي تقع في العالم فذكر كل من الجماعة شيئاًِ فقال شخص منهم إني كنت بالجزيرة العمرية في زمن الملك فلان وكنت إذ ذاك صبياً صغيراً فاجتمعت أنا ونفر من الصبيان في الحارة الفلانية وصعدنا إلى سطح طاحون لبني فلانِ وأخذنا نلعب على السطح فوقع صبي منا إلى أرض الطاحون فوطئه بغل منبغال الطاحون فخفنا أن يكون آذاهِ فأسرعنا النزول إليه فوجدناه قد وطئه البغل فختنه ختانة صحيحة حسنة لا يستطيع الصانع الحاذق أن يفعل خيراً منها فقال له شخص من الحاضرين والله إن هذا عي فاحش وتطويل كثير لا حاجة إليه فإنه بصدد أن تذكر أنك كنت صبياً تلعب مع الصبيان على سطح طاحون فوقع صبي منكم إلى أرض الطاحون فوطئه بغل من