في مقام المبالغة فينعكس المعنى فيه إلى ضدهِ كما جاء لأبي كرَّام التميمي من شعراء الحماسة وهو قوله .
( للهِ تَيْمٌ أَيُّ رُمْحِ طِرَادِ ... لاقَى الْحِمَامَ وَأَيُّ نَصْلِ جِلادِ ) .
( وَمِحَشِّ حَرْبٍ قَدِمٍ مُتَعَرِّضٍ ... لِلْمَوْتِ غَيْرِ مُكَذِّبٍ حَيَّادِ ) .
فلفظة ( حَيَّاد ) قد وردت ههنا وإنما أوردها هذا الشاعر وقصد بها المبالغة في وصف شجاعة هذا الرجل فانعكس عليه المقصد الذي قصدهِ لأن حياداً من حيد فهو حياد أي وجد منه الحيدودة مراراًِ كما يقال قتَّل فهو قتَّال أي وجد منه القتل مرارا وإذا كان هذا الرجل غير حياد كان حائدا أي وجدت منه الحيدودة مرة واحدةِ وإذا وجدت منه مرة كان ذلك جبناًِ ولم يكن شجاعةِ والأولى أن كان قال غير مكذب حائد .
وينبغي أن يعلم أنه إذا وردت لفظة من الألفاظ ويجوز حملها على التضعيف الذي هو طريق المبالغة وحملها على غيره أن ينظر فيها فإن اقتضى حملها على المبالغة فهو الوجه .
فمن ذلك قول البحتري في قصيدته التي مطلعها