( هَلْ يَجْلُبَنَّ إِلَيَّ عَطْفَكَ مَوْقِفٌ ... ثَبِتٌ لَدَيْكَ أَقُولُ فِيهِ وَتَسْمَعُ ) .
( مَا زَالَ لِي مِنْ حُسْنِ رَأْيِكَ مَوْئِلٌ ... آوِي إِلَيْهِ مِنَ الْخُطُوبِ وَمَفْزَعُ ) .
( فَعَلامَ أَنْكَرْتَ الصَّدِيقَ وَأَقْبَلَتْ ... نَحْوِي جَنَابُ الْكَاشِحينَ تَطَلَّعُ ) .
( وَأَقَامَ يَطْمَعُ فِي تَهَضُّمِ جَانِبِي ... مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلُ فِيهِ يَطْمَعُ ) .
( إِلاَّ يَكُنْ ذَنْبٌ فَعَدْلُكَ وَاسِعٌ ... أَوْ كَانَ لِي ذَنْبٌ فَعَفْوُكَ أَوْسَعُ ) .
وهذه أبيات حسنة مليحة في بابها يمحى بها حر الصدود ويستمال بها صعر الخدود وإنما ذكرتها بجملتها لمكان حسنها والبيت الأول هو المراد ألا ترى أنه قال ( هل يجلبن إلي عطفك موقف ) فالنون جاءت قصداً للتأكيدِ وهو في هذا المقام متمنِ فأحب أن يؤكد هذه الأمنيةِ وكل ما يجيء من هذا الباب فإنه واقع هذا الموقعِ وإذا استعمل عبثاً لغير فائدة تقتضيه فإنه لا يكون استعماله إلا من جاهل بالأسرار المعنويةِ وأما ما يمثل به النحاة من قول القائل والله لأقومنِ فإنه مثال نحوي يضرب للجوازِ وإلا فإذا قال القائل والله لأقومن وأكدهِ كان ذلك لغواًِ لأنه ليس في قيامه من الأمر العزيز ولا من الأمر العسير ما يحتاج معه إلى التأكيدِ بل لو قال والله لأقومن إليكِ مهدداً لهِ لكان ذلك واقعاً في موقعهِ فافهم هذا وقس عليه