محصولا وكتاب سر الفصاحة وإن نبه فيه على نكت منيرة فإنه قد أكثر مما قل به مقدار كتابه من ذكر الأصوات والحروف والكلام عليها ومن الكلام على اللفظة المفردة وصفاتها مما لا حاجة إلى أكثره ومن الكلام في مواضع شذ عنه الصواب فيها وسيرد بيان ذلك كله في مواضع من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى .
على أن كلا الكتابين قد أهملا من هذا العلم أبوابا ولربما ذكرا في بعض المواضع قشورا وتركا لبابا وكنت عثرت على ضروب كثيرة منه في غضون القرآن الكريم ولم أجد أحدا ممن تقدمني تعرض لذكر شيء منها وهي إذا عدت كانت في هذا العلم بمقدار شطره وإذا نظر إلى فوائدها وجدت محتوية عليه بأسره وقد أوردتها ههنا وشفعتها بضروب أخر مدونه في الكتب المتقدمة بعد أن حذفت منها ما حذفته وأضفت إليها ما أضفته وهداني الله لابتداع أشياء لم تكن من قبلي مبتدعة ومنحني درجة الاجتهاد التي لا تكون أقوالها تابعة وإنما هي متبعة وكل ذلك يظهر عند الوقوف على كتابي هذا وعلى غيره من الكتب .
وقد بنيته على مقدمة ومقالتين .
فالمقدمة تشتمل على أصول علم البيان .
ولا أدعي فيما ألفته من ذلك فضيلة الإحسان ولا السلامة من سلق اللسان فإن الفاضل من تعد سقطاته وتحصى غلطاته .
( ويُسِيءُ بالإِحْسَانِ ظَنًّا لا كَمَنْ ... هُوَ بِابْنِهِ وَبِشِعْرِهِ مَقْتُونُ )