وكذلك قول الآخر .
( أَقُولُ لِلنَّفْسِ تَأْسَاءً وَتَعْزِيَةً ... إِحْدَى يَدَيَّ أَصَابَتْنِي وَلَمْ تُرِدِ ) .
وليس في هذا ما يصلح أن يكون خطابا لغيرك كالأول وإنما المخاطب هو المخاطب بعينه وليس ثم شيء خارج عنه .
وأما الذي ذكره أبو علي الفارسي C فإنه قال إن العرب تعتقد أن في الإنسان معنى كامنا فيه كأنه حقيقته ومحصوله فيخرج ذلك المعنى إلى ألفاظها مجردا من الإنسان كأنه غيره وهو هو بعينه نحو قولهم لئن لقيت فلانا لتلقين به الأسد ولئن سألته لتسألن منه البحر وهو عينه الأسد والبحر لا أن هناك شيئا منفصلا عنه أو متميزا منه .
ثم قال وعلى هذا النمط كون الإنسان يخاطب نفسه حتى كأنه يقاول غيره كما قال الأعشى .
( وَهَلْ تُطِيقُ وَدَاعاً أَيُّهَا الرَّجُلُ ... ) .
وهو الرجل نفسه لا غيره .
هذا خلاصة ما ذكره أبو علي C