وهذه الرقعة أحسن من التي قبلها فمما اشتملت عليه من المعاني قولي .
وما من قلب إلا وصورتها تجلى عليه في سرقة ولولا شرف مكانها لما حللت للنبي مع تحريم الصدقه وهذا المعنيان مستخرجان من خبرين نبويين أحدهما أن النبي قال ( جاءني جبريل عليه السلام ومعه سرقة من حرير ) يعني حريرة بيضاء ( وفيها صورة عائشة ) رضي الله تعالى عنها وقال ( هذه زوجتك في الدنيا والآخر ) والخبر الآخر أن النبي قال ( حرمت علي الصدقة وأحلت لي الهدية ) .
ومما اشتملت عليه أيضا قولي وقد أرسل الخادم منها شيئا إذا كتمه ذاع وإذا خزنه ضاع وهذه مغالطة حسنة لأن المسك إذا كتم ذاعت رائحته وإذا خزن ضاع أي فاح ويقال ضاع الشيء إذا ذهب فالمغالطة ههنا في الجمع بين الضدين .
وكذلك قولي وقد شبه الجليس الصالح وهذا مستخرج من الخبر النبوي أيضا وذاك أنه قال ( مثل الجليس الصالح مثل حامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه عرفا طيبا ومثل جليس السوء مثل نافخ الكير إما أن يحرق ثوبك وإما أن تجد منه رائحة كريهة ) .
ومما اشتملت عليه من المعاني أيضا قولي إنه أحد الثلاثة التي لا ترد على من أهداها وهذا مستخرج من الخبر النبوي أيضا وهو قوله ( ثلاثة لا ترد الطيب والريحان والدهن ) .
ومن ذلك رقعة كلفني بعض أصدقائي إملاءها عليه وهي رقعة من عاشق إلى معشوق وهي .
( وَإِذَا قِيلَ مَنْ نُحِبُّ تَخَطَّاكِ ... لِسَانِي وَأَنْتَ في الْقَلْبِ ذَاكا ) .
يا من لا أسميه ولا أكنيه وأذكر غيره وهو الذي أعنيه لا تكن ممن أوتي ملكا فلم ينظر في زواله وعرف مكانه من القلوب فجار في إدلاله ولا تغتر بقول