حرف الباء ولو رصع هذا البيت الترصيع الحقيقي لكان يلزمه أن يأتي بألفاظه على حرفين حرفين أحدهما الباء أو كان يقسم البيت نصفين ويماثل بين ألفاظ هذا النصف وهذا النصف وذلك مما يعسر وقوعه في الشعر .
وأرباب هذه الصناعات قد قسموا الترصيع إلى هذين القسمين المذكورين وهذه القسمة لا أراها صوابا لأن حقيقة الترصيع موجودة في القسم الأول دون الثاني .
ومما جاء في هذا القسم الثاني قول الخنساء .
( حَامِي الْحَقِيقَةِ مَحْمُودُ الْخَلِيقَةِ مَهْدِيُّ ... الطَّرِيقَةِ نَفّاعٌ وَضَرَّارُ ) .
وكذلك قول الآخر .
( سُودٌ ذَواَئِبُهَا بِيضٌ تَرَائِبُهَا ... مَحْضٌ ضَرَائِبُهَا صِيغَتْ مَنَ الْكَرَمِ ) .
النوع الرابع في لزوم ما لا يلزم .
وهو من أشق هذه الصناعة مذهبا وأبعدها مسلكا وذاك لأن مؤلفه يلتزم ما لا يلزمه فإن اللازم في هذا الموضع وما جرى مجراه إنما هو السجع الذي هو تساوي أجزاء الفواصل من الكلام المنثور في قوافيها وهذا فيه زيادة على ذلك