عليك الخروج منه أنهيته إلى أمير المؤمنين مبادرا وكنت إلى ما يأمرك به صائرا إن شاء الله تعالى .
وأما التقليد الذي أنشأته أنا فقد أوردته بعد هذا التقليد وهو .
أما بعد فإن كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم وكل كتاب لا يرقم باسمه فليس بمعلم وعلى هذا فإن حمده يتنزل من الكلام منزلة الأعضاء من الأجسام واسمه يتنزل من الكتاب منزلة الرقوم من الثياب وقد جمعنا في كتابنا هذا بين التسمية والتحميد وجعلنا أحدهما مفتاحا للتيمن والآخر سببا للمزيد ثم ردفناهما بالصلاة على سيدنا محمد الذي أيده الله بالقرآن المجيد وجعل شهادته قبل كل شهيد وعلى آله وصحبه الذين هدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد ومما يقترن بهذه الصلاة في ثوابها ويجيء على أعقابها النظر في أمر الأسرة النبوية التي وصل ودها بوده وجعلها إحدى الثقلين المخلفين من بعده وقد تقادم الآن زمانها وتشعبت أغصانها ونسي مالها في الرقاب من عهدة الأمانة ولم توضع فيما وضع الله تعالى ورسوله من المكانة وأولى الناس بها من أضمر ولاءها حقا وأوجب أن يرد معها الحوض حين يقال لوارده سحقا وكان بمن تحت يده منها بارا رفيقا حتى لا يسأله برا ولا رفقا ونحن نرجو أن نفوز بفضيلة هذه الحسنة وأن نسبق إليها سبق المتقرب في الجمعة ببدنه ومن أهم أمورها أن يختار لها زعيم يرأف بها رأفة الوالد بولده ويقوم بأمرها قيام الرأس بجسده حتى تأتلف أصولها كلها في مغرسها ولا يحكم عليها من ليس من أنفسها وقد اخترنا من وفقنا في اختياره وأخذناه فيه ببيان الرأي وحزمه لا بشبهة الهوى واغتراره ولو لم يكن من القوم الذين ولوها لكان استحقاقه لها بينا والتعويل عليها متعينا فكيف وقدمه فيها قديمة الميلاد ووراثته إياها عن سيادة الجدود وسؤدد الأجداد وهو أنت أيها السيد الأجل الشريف الحسيب النسيب فلان بن فلان الحسيني ولو شئنا لأسندنا هذه النسبة كابرا عن كابر ونضدناها آخرا بعد أول عن أول قبل آخر حتى وصلنا هذا الفرع بشجرته الطيبة وهذا القطر بسحابته الصيبة وشرف الأنساب أصدقه ما كان الدهر به شهيدا وأجده ما كان قديما وأخلقه ما كان جديدا وما تولى الروح الأمين مدحه قرآنا أكرم مما تولى