( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَجُوزُ إِلَيْهِمْ ... شُعَرَاءٌ كَأَنَّهَا الْخَازِبَازِ ) .
وهذا البيت من مضحكات الأشعار وهو من جملة البرسام الذي ذكره في شعره حيث قال .
( إِنَّ بَعْضاً مِنَ القَرِيضِ هُرَاءٌ ... لَيْسَ شَيْئاً وَبَعْضَهُ أَحْكَامُ ) .
( فِيهِ مَا يَجْلُبُ الْبَرَاعَةُ وَالْفَهْمُ وَفِيهَ مَا يَجْلُبُ الْبِرْسَامُ ... ) .
ومثل هذه الألفاظ إذا وردت في الكلام وضعت من قدره ولو كان معنى شريفا .
وهذا القسم من الألفاظ المبتذلة لا يكاد يخلو منه شعر شاعر لكن منهم المقل ومنهم المكثر حتى إن العاربة قد استعملت هذا إلا أنه في أشعارها أقل .
فمن ذلك قول النابغة الذبياني في قصيدته التي أولها .
( مِنْ آلِ مَيَّةَ رَائِحٌ أوْ مُغْتَدِي ... ) .
( أَوْ دُمْيَةٍ في مَرْمَرٍ مَرْفُوعَةٍ ... بُنِيَتْ بِآجُرِّ يُشَادُ بِقَرْمَدِ ) .
فلفظة آجر مبتذلة جدا وإن شئت أن تعلم شيئا من سر الفصاحة التي تضمنها القرآن فانظر إلى هذا الموضع فإنه لما جيء فيه بذكر الآجر لم يذكر بلفظه ولا بلفظ القرمد أيضا ولا بلفظ الطوب الذي هو لغة أهل مصر فإن هذه