( لسانك معسول ونفسك شحة ... ودون الثريا من صديقك مالكا ) .
وأخبرنا باسناد له ان ناسا قالوا لابن عمر ادع الله لنا بدعوات فقال اللهم ارحمنا وعافنا وارزقنا فقالوا لو زدتنا يا ابا عبد الرحمن قال نعوذ بالله من الاسهاب .
وقال ابو الاسود الدؤلي في ذكر الاسهاب يقولها في الحارث بن عبد الله ابن أبي ربيعة بن المغيرة والحارث هو القباع وكان خطيبا من وجوه قريش ورجالهم وإنما سمي القباع لانه اتى بمكتل لاهل المدينة فقال ان هذا المكتل لقباع فسمى به والقباع الواسع الرأس القصير وقال الفرزدق لجرير .
( وقبلك ما أعييت كاسر عينه ... زيادا فلم تقدر علي حبائله ) .
( فأقسمت لا آتيه تسعين حجة ... ولو كسرت عنق القباع وكاهله ) .
قال ابو الاسود .
( امير المؤمنين جزيت خيرا ... أرحنا من قباع بني المغيرة ) .
( بلوناه فلمناه فأعيا ... علينا ما يمر لنا مريرة ) .
( على ان الفتى نكح اكول ... ومسهاب مذاهبه كثيره ) .
وقال الشاعر .
( إياك إياك المراء فانه ... الى الشر دعاء وللصرم جالب ) .
وقال ابو العتاهية .
( والصمت اجمل بالفتى ... من منطق في غير حينه ) .
( كل امرىء في نفسه ... اعلى وأشرف من قرينه ) .
وكان سهل بن هرون يقول سياسة البلاغة اشد من البلاغة كما ان التوقي على الدواء اشد من الدواء وكانوا يأمرون بالتبين والتثبت وبالتحرز من زلل الكلام ومن زلل الرأي ومن الرأي الدبري والرأي الدبري هو الذي يعرض من الصواب بعد مضي الرأي الاول وفوت استدراكه وكانوا يأمرون بالتحلم والتعلم وبالتقدم في ذلك اشد التقدم وقال الاحنف قال عمر بن الخطاب Bه تفقهوا قبل ان تسودوا وكان يقول Bه السؤدد مع السواد وأنشدوا لكثير عزة .
( وفي الحلم والإسلام للمرء وازع ... وفي ترك طاعات الفؤاد المتيم )